12‏/02‏/2009

عادوا .. عدنا



عادوا..

من آخر النفق الطويل إلى مراياهم.. وعادوا

حين استعادوا ملح اخوتهم، فرادى أو جماعات،

وعادوا من أساطير الدفاع عن القلاع إلي البسيط من الكلام

لن يناموا، من بعد، أيديهم ولا راياتهم للمعجزات اذا أرادوا

عادوا ليحتفظوا بماء وجودهم، ويرتّبوا هذا الهواء

ويزوّجوا أبنائهم لبناتهم، ويرقّصوا جسداً توارى في الرخام

عادوا على أطراف هاجسهم إلى جغرافيا السحر الإلهي والى بساط نور في أرض التضاريس القديمة:

جبلُ على بحر؟

وخلف الذكريات بحيرتان،

وساحل للأنبياء

وشارع لروائح الليمون. لم تُصب البلاد بأيّ سوء.

هبّت رياح الخيل، والهكسوس هبّوا، والتتّار مقنّعين

وسافرين، وخلّدوا أسماءهم بالرمح أو بالمنجنيق..

وسافروا

لم يحرموا ابريل من عاداته: يلدُ الزهور من الصخور

ولزهرة الليمون أجراسٌ، ولم يُصب الترابُ بأي سوءـ

أيّ سوء، أيّ سوء بعدهم. والأرضُ تورثُ كاللغة.

هبّت رياحُ الخيل وانطفأت رياحُ الخيل، وانبثق الشعير من الشعير

عادوا لأنهم أرادوا واستعادوا النارَ في ناباتهم، فأتى البعيدُ

من البعيد، مضرّجاً بثيابهم وهشاشة البلور، وارتفع النشيدُـ

على المسافة والغياب. بأيّ اسلحة تصدُّ الروح عن تحليقها؟

في كل منفى من منافيهم بلادٌ لم يصبها أي سوء..

صنعوا خرافتهم كما شاءوا، وشادوا للحصى ألقَ الطيور

وكلما مروا بنهر... مزّقوهُ، وأحرقوهُ، من الجنين..

وكلمّ مرّوا بسوسنة بكوا وتساءلوا: هل نحن شعب أم نبيذٌ

للقرابين الجديدة؟

يا نشيدُ! خذ العناصر كلّها

واصعد بنا

سفحاً فسفحاً

واهبط الوديانـ

هيا يا نشيدُ

فأنت أدرى بالمكانِ

وأنت أدرى بالزمانِ

وقوّة الأشياء فينا..

/