16‏/08‏/2015

تناقض

لا ورق و لا كتابة .. لا أصدقاء و لا شيء .. غياب كامل عن الدنيا : عن نشرة الأخبار , عن ورق الجريدة , عن الشعارات التي سأمناها , عن أولائك الذين تأكدت من خياناتهم, عن كل شئ ... أوغل في اليومي , و أغيب عنه تماما .. شتاء 2011 و ربيعه المزعوم منحني العزم لأمشي مرفوع الهامة في مواجهه فولاذ المؤسسة. أخرج منتصرا - أو نصف منتصرا - في مواجهة كافكاوية مع المؤسسة, التى أكتشف أن قدرتها " قوتها" على سحق البشر لا توازيها و لا تساويها أية قوة. أكتشف أن النصر يخفي خلفة خيبة أمل. سحقتني المؤسسة. صرت عاجزا عن أي شيء إلا أن أكون نفسي. صرت مؤمنا ببذاءات نجيب سرور , صرت كافرا بكل شيء: بالقادة, بالشعراء, بالنخبة " المنتخبة" و " الغير منتخبة" , بذاتي و بالأخرين , بالمنبوذين و بالبؤساء .. لكن بالرغم من كل شيء , ها أنا قادر على التنفس و على اللامبالاة المزمنة , قادر على الإيمان بالبسطاء و بحكمتهم , قادر على الأستمرار بالإيمان بالوصايا العشر .. قادرعلى زراعة وهم بعيد المدى , حلم يقظة بعيد المنال, قادر على كتابة أشياء غير مفهومة , قادر على الهذيان كالمصاب بحمى الأمل.. قادر على التناقض مع ذاتي و الأخرين .. قادر على قتل نفسي بالسجائر و السكاكر ... قادر على و عاجز عن الهذيان و الحياة ... فطوبى للهذيان و طوبى للحياة..