24‏/02‏/2019

الماركسية و الشاى و السجائر.

قبل قليل قرأت عن الرجل الذي أعرفه بشواربه الكثه و طبعه الحاد، كنت ابادله الود لكنني لم اكن أعرف عنه أنه عندما كان في السجن كان يحب الماركسية و الشاي. تذكرت أنني ايضا كنت مثله احب الماركسية و الشاي.

قبل أن تقلع طائرتنا من مطار لارنكا ، اشتريت من نيقوسيا علبة سجائر "سيلك كات" واحدة و مجلة " بيروت المساء" و مجلة أخري لم اعد اذكر اسمها; قد تكون مجلة "اليوم السابع". في الطائرة المتوجهة الى موسكو رسمت بورتريه لمحسن ابراهيم قائد القوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة قبل اجتياح بيروت. المهم انني اصبحت رسميا بعد ذلك مدخنا. دخنت كل انواع السجائر و اصبحت احب الماركسية و الشاى و السجائر.

قبل خمسة عشر عاما في الصيف, اكتشفت انني مصاب بداء السكري. صرت اختلى بنفسي في غرفة الاستراحة في الجامعة في مينيابوليس أثناء الإجازة الصيفية و ابكي بعيدا عن أعين المترددين القلائل على الغرفة. واصلت ذلك لاسبوعين ثم انصعت لنصائح خبيرة التغذية. اصبحت اضع السكرين بدلا من السكر على الشاى. لم يرق لى السكرين و لا كل بدائل السكر مع الشاي. لم اعد احب الشاي. صرت اكثر من شرب القهوة المرة بكل انواعها بديلا عن الشاى. لا استغنى عن القهوة المرة و لكنني لا احبها كما كنت احب الشاي. القهوة مرة مثل الحياة. واصلت حبي للماركسية و للسجائر بدون شاى. قبل أربعين يوما أقلعت عن التدخين و ما زلت احب الماركسية و افتقد الشاي و السجائر و الزمن الذي كان فيه عبد الله ابو العطا و غيره الكثيرون يحبون الماركسية و الشاي في السجن.