19‏/07‏/2007

ردا على الإفتراضي


أعتقد أنك لم تكن بحاجة إلى نص قديم لمحمود درويش , كان عليك ان تعيد كلمته التي إفتتح بها أمسيته بحيفا لتكتشف أن محمود درويش ليس دحلانيا كما يبدو لك لمجرد أنه علق على ما حدث في غزة أو على الأصح " في المربع الأمني في تل الهوى الذي هوى من نفخة هوا" , فدرويش كتب:
" اللحظة التاريخية الراهنة ظلت تسخر من حلم هذا السلام لان عقلية الغيتو الاسرائيلية تقبض على هويتها المضغوطة كما تقبض على قنبلة وتخشى من اندماج محتمل بين اللا عادي والعادي وتغلق الذات على الذات خوفا من هواء الآخرين. والآخرون جميعا من الدول المعتدلة والمتطرفة يتوسلون اتفاق سلام ما كامل التطبيع والاوصاف مقابل كيان هزيل عليل يسمى دولة فلسطينية قد يلبي عطش الهوية الفلسطينية الى سراب في صحراء هذا العبث والخراب. لكن الجواب هو الجواب: تنازلوا اكثر الى ان تصبح صورة المعتدلين صورة خونة ويصبح المتطرفون هم ابطال المحبطين القادرون على الحل. وهكذا ينتقل صراع الحضارات والاديان من فرضية الى واقع لان الفوضى هي البديل للعدل. فوضى في كل مكان وتعديل خرائط. ولماذا تعجبون- يقولون- فمن حق من رسم خرائطكم ان يجري عليها تعديلا ضروريا لمتطلبات العصر الجديد."
قبل أن يصف ما حدث في غزة عندما :
" صحونا من الغيبوبة على علم ذي لون واحد يصرع علما رباعي الالوان وعلى محاولة انتحار المعنى علانية في الشوارع وعلى اسرى بزي عسكري يسوقون اسرى عراة الى كاميرا النصر.انتصرنا واستقلت غزة عن الضفة الغربية وصارت لشعب واحد دولتان- زنزانتان لا تتبادلان التحية. فيا لنا من ضحايا في زي جلادين. وادركنا ان لكل واحد منا أكثر من أب واحد لا لأننا أبناء زنا بل لأن الأنا المتضخمة تعمي البصر والبصيرة. "
عفوا على الاقتباسات من النص الجميل , لكن ما أريد أن أقوله أن خيارنا صعب بين فساد يحمي نفسه بخطاب التسوية و أصولية تحمي نفسها بخطاب الممانعة , و هل نستطيع نحن " الميكروبات الميكروسكوبية " أن نضع موقفنا و ندافع عنه بدون الانحياز أو الاصطفاف مع طرف من الطرفين الذين يحرروا وطنيتنا من أي معنى

هناك 5 تعليقات:

واحد إفتراضي يقول...

سيدي
درويش, في حسبتي, هو شاعر "خلاّق" وشعريّته تتأتى من "إنسانيته" قبل كل شيء, حتى قبل صفاء عينه كشاعر.. ومهما كان موقعه من الحاصل في غزة, فهو شاعري المفضل. لا لأنه فلسطيني, ولا لأنه شاعر فلسطين الأول, بل لأنه يقول ما لم يُقل حتى الآن, ولأنه يعيد تعريف القضايا الكبرى عبر الهوامش الصغيرة التي لا يلتفت أحد إليها.

درويش حين يكتب عن الكمنجات.. وعن غيتارتان.. وعن يطير الحمام.. وعن السروة التي انكسرت.. يطربني ويوقعني في حيرة السؤال تماما كما أحبه كفلسطيني يعيد الاعتبار لفلسطين القضية من باب كونها مأساة أوديب أو خطبة الهندي الأحمر أو كما يعيد الاعتبار إليها عبر كأس بابونج ساخن في يد فتى استشهد, وعبر توصيف حياة الفلسطيني في مطار أثينا..

هذا إنسان حقّا, إنسان يعرف تماما أن وجوده في هذه الحياة منذور للقضايا الكبرى, لأن هذه القضايا هي من متعلقاتنا كبشر.. هي تخصنا بشكل حميمي وشخصي ويومي, وبالتالي لا أملك الاختلاف معه كشاعر وكقضية شعرية: لأنه, إنسانيا.. إنسانيا قبل شعريا وأدبيا, أكبر وأجل من أن يختلف من هو مثلي معه

. أما درويش المواطن, فهو مواطن لا غير.. مواطن مصاب بالخيبة كجميعنا, ومواطن يحق له أن يخطئ (لأنه مصاب بالخيبة) كما يحق لنا أن نختلف معه.. كنتُ قد قلتُ في تعليق مضى أن محمود درويش المواطن ليس بوصلتنا ولا زلت على اعتقادي.

في اقتباسي من وداع درويش لتونس, كنتُ أشير بالذات إلى ما يُشكل على الفهم في مقالة درويش "أنت منذ الآن غيرك" إلى ما يصطدم معها..

حين يقول درويش أن مشكلتنا منذ الآن في فلسطين ما بعد أوسلو: هي سؤال ثقافي يتلخص في كيفية استيعابنا للـ"نحن" وكيفية تعاطينا مع ذواتنا المصابة بأعراض ما بعد الاحتلال (المباشر) فهو يعترف أولا بأن الاحتلال لم يزل من نفوسنا كما لم يزل عن أرضنا, وأن قضيتنا معه لم تنتهي بعد, -والدليل أننا لم نزل بحاجة لأطفال يلقون بالحجار وإن تعلموا كتابة أسمائهم عليها هذه المرة.-

هذه الحاجة إلى الحجر هي بالمحصلة مقاومة.. مقاومة يخونها تيار دحلان وأبو مازن, ومقاومة تنتصر لها حماس..

كنت آمل أن يكون درويش المواطن أقل نخبوية وأكثر انفتاحا.. لأنه مواطن أولا, ولأنه شاعر وإنسان ثانيا, على الآخر الحمسوي, لأن الصراع في غزة لم يكن صراع اختلاف هويات بقدر ما كان اصطدام مشروعين كبريين على الأرض الفقيرة, فأما مشروع حماس, فهو امتداد لمشروع المقاومة الإنساني والمشروع, وأما مشروع دحلان فهو الضد لكل ما هو مقاوم وثقافي وفلسطيني وشاعري.. إنه استحذاء وبشروط مهينة ومذلة, لا سلام مجحف من باب البراغماتية, بل هو تجيير مصالح, وهو خيانة على عينك يا تاجر..

لذلك, وبالمحصلة: أختلف مع درويش المواطن انتصارا لدرويش الشاعر, وانتصارا لذاتي الإنسانية, وانتصارا لحق الآخر.. المواطن, في حقه بممارسة مواطنته كاملة غير منقوصة.. إلى حق حماس بالحكم لأنها احتكمت للفعل الديمقراطي, ولأنها خيار الجماهير.. هذا كله, وقبله وبعده: وانتصارا لحقي الإنساني في المقاومة.. في القول بالمقاومة لأنني إنسان

Personal Blog يقول...

ما يهمنا هنا هو درويش الشاعر , ما لنا بدرويش المواطن الذي لن تميزه عن الكثير من الدراويش الذين يملؤن الشوارع ؟ درويش الشاعر ليس فقط الكمنجات و غيتارتان و يطير الحمام و خبز أمه و لكنه العاشق و أحمد العربي و المديح و حالة حصار. درويش هو الضمير للثقافة الفلسطينية , و لا أغامر بالقول أنه ضمير المجموعة الفلسطينية بعد أن تحولت هذه المجموعة إلى مجموعات , مثله مثل إدوارد سعيد و أخرين سرقهم منا الغياب. لا أعرف كيف يكون الإنفتاح على مشروع حماس إبتعادا عن النخبوية , و لا أعرف من أين لمشروع حماس هذه الصفة الإنسانية , لا أعرف من أين لمشروع أصولي قائم على التكفير هذه القداسة التي تضيفها عليه , مشروع حماس لا يمكن له أن يكون إستمرارا لمشروعنا الذي راهنا على كل شيء من أجله , و قباحة و بؤس مشروع أبو مازن و دحلان لا يضفي جمالية على مشروع الزهار و نزار ريان و القتلة الذين خرجوا علينا من الكتب القديمة , و الصراع بين مشروع أبو مازن و دحلان و مشروع الإمارة الإسلامية في غزة ليس سوى صراع جهالات إن كان لي أن أستعير تعبير إدوارد سعيد , أنا بكل بساطة لا أستطيع أن أنحاز لأسامة بن لادن لمجرد أنه عدو ديك تشيني , أنا لدي مشروعي الوطني ذو النزعة الإنسانية و لا أستطيع أن أن أنظر إلى الموضوع و كأنه مبارة كرة قدم. أنا عندى مشروع محمود درويش و فيكتور جارا و نيرودا و الشيخ إمام و سميح شقير و الإفتراضي و أخرين في مقابل مشروعي رايس و تشيني و عباس من جهة و بن لادن و الظواهري و إسماعيل هنية من جهة أخرى. و دمتم

واحد إفتراضي يقول...

لنُعمل التفكيك في المسألة
كي تكون معارضا لتوتاليتارية حماس, ينبغي عليك أن تكون منفتحا.. على حماس, وأن تتوقف عن الإقصاء
هذا هو على وجه التحديد: سبب اختلافك عنها.. هذا هو اختبارك الأساس, اختبار تقدميتك وليبراليتك وديمقراطيتك. لهذا أنت تختلف عن حماس


أن تكون ديمقراطيا, وكي تكون صادقا في دفاعك عن الديمقراطية, يتوجب عليك قبل كل شيء التسليم بحقيقة كون حماس حزبا سياسيا (عفوا على التعبير) منتخبا. عندها سأصدقك حين تقول لي: أنا ضد حماس لأن حماس ليست ديمقراطية, وسأعمل لإسقاط مشروعها بطريقة ديمقراطية

وبالمناسبة: مشروع حماس ليس مشروعا قائما على التكفير: هذا تنميط غير مفهوم.. ألا يوجد محددات لهذا المصطلح الذي صرتم يا تقدمي ومتنوري "عصر الردة" تطلقونه, عشوائيا, على كل ما يتحرك في الخندق المواجه لاسرائيل ؟ لماذا إذا تطلقون الأحكام جزافا؟

أنا أسألك, لأنك على الأغلب تعرف أكثر مني: شو يعني تكفيري؟؟


في رأيي, المشروع التكفيري ينضد عن فكرة الحاكمية المطلقة لله, وعن تأصيل النظرة للعالم باعتبار الذات مركزا للكون, هذا لا ينطبق تماما على التجربة الحمسوية. خطاب حماس رغم اختلافي الشديد معه ليس خطابا يتحوصل حول الذات.. خطاب حماس الأيدلوجي هو إبن مدرسة الإخوان المسلمين, إبن المدرسة الوسطية, إبن جماعة الإخوان المسلمين التي تُضطهد ويضيّق عليها في مصر من أجل إبعادها عن المشاركة السياسية.. وبالتالي: قضية كون حماس تحمل فكرا إقصائيا أصوليا هي غير دقيقة تماما..
حماس ليست جبهة ف ي س الجزائرية, وهي ليست طالبان.. حماس هي,باختصار, حماس

هكذا ببساطة: حماس هي حماس, وكل ما في الأمر أن السروة انكسرت
:)

::

ثم: مشروع حماس هو المشروع الأكثر إنسانية ضمن المطروح... ركز معي: أنا لست حمساويا: أنا شيوعي وعلى اختلاف تام مع حماس في الكثير من القضايا.. لكن قل لي من فضلك: ضمن المطروح حاليا: أي المشاريع إنسانية؟؟
مشروع الاستحذاء العرفاتي ولعق مؤخرة الامبريالية والكيان؟؟
اليسار المخصي؟؟ اليسار الذي, وبتعبير درويش: فمه مشغول بلحس قطرة الشهد فوق وحل اليد؟
مصطفى البرغوثي وصحبه؟

كلهم "أبو خيزران" يا عزيزي.. كلهم أبو الخيزران.. وكلهم مخصيون, وكلهم يريدوننا أن نجلس في الخزان ونسلمهم القيادة, وكلهم يعرفون أنهم يجلسون هنالك, أمام المقود, لا لأنهم يعرفون إلى أين يقودوننا, بل لأن "القعدة أريح" هنالك..


أن تكون إنسانا .. يا لطيف ما أعظم هذه الكلمة.. "الإنسان.. هذه الكلمة تصدح بفخر" بحسب تعبير غوركي.. لكن , عزيزي, أنا أفهم أن إنسانيتك وإنسانيتي ليستا تحصيل حاصل: ينبغي علينا دائما الدفاع عن إنسانيتنا لكي نستحقها, ينبغي بذل الروح دائما من أجل تحقيق أبسط اشتراطات الإنسانية في هذا العالم الظالم أبنائه. هذا العالم الظالم أبناؤه..

في ظني: حماس تقف في الخندق المتقدم دفاعا عن إنسانيتنا جميعا, ورغم كونها "ظلامية" وأصولية: لا أملك إلا أن أرفع لها القبّعة, لأنها تقاتل وتنزف في الوقت الذي ترك فيه الآخرين الخندق

أنا مع حماس تحديدا لأنني أعتبر نفسي تقدميا, ويساريا, وإنسانا. وأنا مع حماس لأن حماس تُحارب لا لكونها أصولية و "تكفيرية" بل لأنها مشروع مقاومة..

::

ورغم هذا: أنا لست معها ظالمة ومظلومة.. وحين أدافع عن حماس في هذه المرحلة, فأنا أدافع عن إنسانيتي, لأن حماس تدافع بصمودها هي الأخرى عن إنسانيتي, وأما الآخرون فهم ساقطون, ساقطون من الحسبة, وساقطون على الطريق.. ليس لأنني إقصائي, بل لأنهم ساقطون وفقا لأدبياتهم,, ساقطون أمام خط الدم الذي ينبثق من جروح شهدائهم, شهدائنا, الرفاق والإخوة الذين أرسلوهم نحو السلك الشائك فماتوا وعلقوا أرواحهم نجوما باتجاه كامل التراب الوطني, وخطا أحمر لا يحيد عن حق العودة وتقرير المصير. أنا مع حماس لأنها تواصل الطريق.. وأنا مع حماس لأنها تنزف الدم فصيحا أمام بلاغة درويش المواطن, وتكتب بالبنط العريض الأحمر: "فلسطين كل فلسطين". لأن فلسطين هي اختبار بشرية البشر. فلسطين الحرة هي العالم جميعه.. العالم الجديد الذي سقط لأجله شهداء الانسانية منذ فجر الإنسانية.

ثم: باستطاعتك استخدام هذا البانر, أعتقد أنه سيكون ألطف
كن بخير

غير معرف يقول...

سأعود إليك قريبا يا إفتراضي

غير معرف يقول...

عزيزي الافتراضي
منذ فقترة و أنا اتابع ما تكتب و يثير اعجابي ما تحتوي كتاباتك من ابداع فكري لكن ما أثار دهشتي ان جزء من هذا الابداع مكرس للدفاع عن حماس على اساس انها رافعة راية المقاومه و انها باقية في الخندق وحدها و لا يوجد لديها مشروع اقصائي فهل هذا صحيح؟؟
لكي نحكم على هذه الامور يجب ان نتعمق بما حدث و يحدث في غزة و التي تعتبر معقل حماس
بالنسبة للمقاومه نجد انها اداه لخدمة مصالحها الخاصة و ليس المصالح الوطنية و هذا يظهر في اوقاتهم العصيبة و عندما تكون مصلحة الحركة على المحك و لا اريد ان اعود الى ما فعلوه بعد بعد الانفجار بعرضهم العسكري في جباليا بل دعنا نرى ماذا يفعلون بعد سيطرتهم على القطاع الذي حدث هو حالة التوتر بينهم و بين الجهاد الاسلامي و هذا لا يعود للصواريخ فقط بل لقيامهم بتفكيك العبوات الناسفة على طول السلك الفاصل و تفجيرها (ليس اعادة استخدامها) فهل من يريد المقاومة يفعل هذا؟
أما الفكر الاقصائي فلننظر إلى مؤسساتهم فهل يعقل ان دكتور في الكيمياء متقدم للعمل في جامعتهم الاسلامية يكون السؤال الاول الموجه له ماذا تحفظ من القرآن و عند علمهم انه لا يحفظ الكثير الغوا المقابلة و هذا الشيء يطبق قديما في مؤسساتهم و بدأوا بتنفيذه على مستوى المجتمع
اما بالنسبة لفكرة الحاكمية فاعتقد ان فكر سيد قطب (ملهمهم الروحي) ليس بعيد عنها و هذا الامر في صلب تفكيرهم و لكن يبدو انهم يستخدمون مبدأ التقية
على كل لا يوجد لديهم مشروع وطني و مشروعهم هو الاممية الاسلامية و عند ذلك تطبيق الشريعة بحذافيرها
يجب ان لا يكون ما عنيناه من ظلم فتح و اجهزتها سببا للدفاع عن مشروع حماس و الهروب من مشروع الاستحذاء العرفاتي ولعق مؤخرة الامبريالية والكيان سببا لان نكون ذنبا و منظرا للامارة الحمساوية فشهاب الدين أظرط من أخيه بالنسبة للمشروع الوطني و لكل منهما مشروعه الخاص
و هذا ما يدعونا للتأسي و الاسف على وضعنا و قضيتنا فكما قلت انت فكلهم مخصيون و بما فيهم حماس و يبحثون عن الكراسي فحماس لا تدافع عن انسانيتنا بل عن مشروعها الخاص (على فكره بدأ يظهر فسادها فهي على خطى فتح مثل نزاعاتهم على السيارات التي غنموها من فتح)

في النهاية يجب ان نتعلم من التاريخ انه كلما تحكم الفكر الديني يكون هناك ضمور للإبداع بشتى أشكاله و العكس صحيح فأوروبا عاشت بالظلام الفكري في عصر الكنيسة بينما كان هناك تالق في الابداع الفكري و مختلف العلوم بالعصر العباسي بسبب انحسار الفكر الديني
على كل الانسان مستعد ان يعيش في قندهار من أجل تحقيق اهدافه الوطنية و لكن من الصعب العيش بها لكي تتحقق أهداف فصيل و احلام بعض في اقامة امارة اسلامية و تطبيق الشريعة و لو على كومة من الزبالة
كن بخير