19‏/09‏/2007

صبرا


صبرا – فتاة نائمة
رحل الرجال إلى الرحيل
و الحرب نامت ليلتين صغيرتين
و قدمت بيروت طاعتها و صارت عاصمة

ليل طويل
يرصد الأحلام في صبرا و صبرا –نائمة


صبرا بقايا الكف في جسد قتيل
ودعت فرسانها و زمانها
و استسلمت للنوم من تعب, و من عرب رموها خلفهم



صبرا- و ما ينسى الجنود الراحلون من الجليل
لا تشتري و تبيع إلا صمتها
من أجل ورد للضفيرة
صبرا-تغني نصفها المفقود بين البحر و الحرب الأخيرة
لم ترحلون
و تتركون نساءكم في بطن ليل من حديد ؟
لم ترحلون
و تعلقون مساءكم
فوق المخيم و النشيد؟

صبرا-تغطي صدرها العاري بأغنية الوداع
و تعد كفيها و تخطيء
حين لا تجد الذراع
كم مرة ستسافرون
وإلى متى ستسافرون
و لأي حلم؟
وإذا رجعتم ذات يوم
فلأي منفي ترجعون,
لأي منفي ترجعون ؟
صبرا –تمزق صدرها المكشوف
كم مرة
تتفتح الزهرة
كم مرة
ستسافر الثورة؟


صبرا-تخاف الليل . تسنده لركبتها
تغطيه بكحل عيونها. تبكي لتلهيه
رحلوا و ما قالوا
شيئا عن العودة
ذبلوا و ما مالوا
عن جمرة الوردة!
عادوا و ما عادوا
لبداية الرحلة
و العمر أولاد
هربوا من القبلة.

لا , ليس لي منفى
لأقول : لي وطن
الله, يازمن
صبرا –تنام . و خنجر الفاشي يصحو
صبرا تنادي .. من تنادي

كل هذا الليل لي, و الليل ملح
يقطع الفاشي ثدييها – يقل الليل

يرقص حول خنجره ويلعقه. يغني لإنتصار الأرز موالاَ
ويمحو
في هدوء .. في هدوء لحمها عن عظمها
و يمدد الأعضاء فوق الطاولة
و يواصل الفاشي رقصته و يضحك للعيون المائلة
و يجن في من فرح و صبرا لم تعد جسداَ

ركبها كما شاءت غرائزه, و تصنعها مشيئته
و يسرق خاتما من لحمها , و يعود من دمها إلى مرأته

ويكون –بحر
ويكون-بر
ويكون-غيم
ويكون-دم
ويكون-ليل
ويكون-قتل
ويكون-سبت
وتكون-صبرا

صبرا تقاطع شارعين على جسد
صبرا-نزول الروح في حجر
و صبرا- لا أحد


صبرا-هوية عصرنا حتى الأبد




ليست هناك تعليقات: