01‏/08‏/2008

كوسموبوليتي في غزة


عندما أحاول أن أعزي نفسي بوجودي في البقعة من الأرض ؛ و عندما أحاول أن أرفض هواجس الرحيل من هذا المكان الذي أنتميت له أربعين عاما بالتمام بحكم الميلاد , و من ثم بحكم االمعاناة و الإنحياز لها , و بحكم الأحلام و السجائر و العرق و الدم ؛ و عندما أتشبث بفكرة : " تشاؤم العقل و تفاؤل الإرادة التي تلازمني منذ عشرين عاما؛ و عندما أختار أن أنحاز لإنسانيتي قبل أي شئ و كل شيء ؛ و عندما أحاول ألا أخوض في وحل غزة و مجاريها , فأن فكرة أن أكون مواطنا عالميا في غزة تداهمني إلى حد الجنون , محاولا التغلب على جنون الواقع الذي ظهرت تجلياته بجنون منقطع النظير عندما إنتصر السيف و البشاعة على كل أمل بالأفضل قبل عام في غزة .
هل لي أن أكون كوسموبوليتينيا في غزة وسط هذا القحط القاتل و الحصار الظالم و البشاعة التي تأبى أن يكون لها نظيرا. أحاول أن أحافظ على قيم ما و ألا أفعل ما يفعل الرومان عندما أكون في روما , و لكن هل أستطيع و غزة و هوائها المغموس بالماء يحاصرني من كل فج و ميل , و هل لي و قيمها الهلامية تلتف حولي من الأمام و الخلف و من فوق و من تحت .

هل لي ؟؟ ليس أمامي سوى ذلك لأعيش فيها و لها غير راكلاً أحلامي أو قاتلا لها بومضة فكرة جريئة أو بقرار متهور . ليس لي إلا أن أحافظ على إنسانيتي وسط هذا الركام من البشاعة.

هناك 3 تعليقات:

نورس من شاطيء غزه يقول...

عندما يكون الواقع مسخ وهجين كما هو الان في غزه يجمع بين الهذيان والجنون , فاءن العقل يذهب في غيبوبه ليبقي الجسد يصارع من اجل الحياة والبقاء .. مقالك رائع وعميق يتلمس مشاعرنا جميعا , اتمنا لك التوفيق ومزيد من العطاء .

Unknown يقول...

تنتصر البشاعة
وينهزم السلم الاهلي

سئلني احدهم اليوم ونحن ننظر الى احد مذيعي قناة الاقصى
اذا كنت انا لا استسيغ هذا الشخص
فكيف بمن فقد عزيز له وسط هذا الخراب

غير معرف يقول...

لقد رأينا حكم ( المسلمين ) الجدد عندما استولوا على غزة بالقهر والقوة .. وتابعنا كاميرات الفضائيات والعصي الثخينة تفتح في رؤوس الفلسطينيين اثلاما بدل حراثة الارض بالاثلام .. وجرب الفلسطينيون في غزة حكمادكتاتوريا ملعونا زائفا وحقيرا ورذيلا .. ومثلما كانت تفعل اجهزة المخابرات العربية يوم تسوق الناس بالقوة الى التصفيق للحاكم عندما يعود من رحلة او ينجب ولدا او يتزوج ..ومفروض عليه ان يزين ابواب بيته او محله او متجره بالاعلام والزينه .. فقد فعلت القوة التنفيذية التي تبعت حماس اكثر من ذلك .. فعلى اقل تقدير كانت المخابرات العربية تسجن من يرفض امرها .. اما اخواننا الافاضل في القوةالتنفيذية فكانوا يلجأون الى تصفية من لا يرغب بالتصفيق واقامة الزينات .. وكم من فلسطيني سواء كان قائدا او عنصرا عاديا قد تعرض لذلك .. والقضايا تسجل دائما ضد مجهول .. او يتهم فيها الفصيل ( العدو) الاخر بانه قام بالتصفية لخلا فات داخلية .. اليس ذلك ممجوجا وزائفا ؟ اليس ذلك مدعاة لاحتقار اولئك الذين يريدون حكمنا بالقهر والقوة ؟ اليس ذلك ملعونا في كل كتب الاديان وفي ادبيات الاحزاب التي تحترم نفسها .. هذا ان كان في ادبيات الاحزاب الفلسطينية التي لا تطبق شيئا من ذلك .. افيدونا ؟